اخبار عمان

“وزارة التراث والسياحة عمان”..موقع السفينة الغارقة “كيفا”

وزارة التراث والسياحة عمان أعمال المسح والتنقيب في موقع  السفينة الغارقة كيفا بولاية مرباط

انتهت “وزارة التراث والسياحة” من تنفيذ أعمال المسح والتنقيب في موقع “السفينة الغارقة كيفا” في سواحل “ولاية مرباط” “بمحافظة ظفار” في إطار جهود وزارة التراث والسياحة في الحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه وتوثيقه.

وقام فريق الآثار المغمورة بالمياه ولمدة شهر كامل بالغوص وتصوير بقايا حطام السفينة “كيفا” ليتم إسقاط الموقع في خارطة المواقع الأثرية للتراث الثقافي المغمور بالمياه في المياه المحلية والإقليمية حيث تسعى الوزارة إلى توثيق كل ما يتعلق بالتراث البحري على وجه العموم ولجميع أشكال التراث الثقافي المغمور بالمياه بشكل خاص.

 

ويعد هذا العمل التوثيقي هو أول وأهم المشروعات التي تم تنفيذها خلال هذا العام بالنسبة لقطاع الآثار المغمورة بالمياه، وتعد السلطنة إحدى دول الأعضاء في اتفاقية اليونيسكو الخاصة بحماية التراث الثقافي المغمور المعروفة باتفاقية 2001م والتي تعد الميثاق الدولي في حماية التراث وتمكن هذه الاتفاقية الدول الأعضاء من حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه وحفظه بفاعلية وكفاءة وتوفر له الحماية الشاملة، وتعمل الوزارة وفق المعايير العلمية والتعليمات الأخلاقية التي أقرتها الاتفاقية.

 

وأشارت المذكرات والسجلات التاريخية التي دونها قبطان سفينة “كيفا” إلى حادثة غرق السفينة في مياه ولاية مرباط بمحافظة ظفار والتي بدأت رحلتها من مدينة بومباي في الهند متجهة إلى مقصدها مكة المكرمة في مهمة نقل 979 حاجا (760 رجلا و169 امرأة و22 من الأولاد)، ومن المؤسف أن الرياح لم تجر كما رسم مسار مهمتها قبطان السفينة، حيث تعرضت السفينة لحريق في مخازنها السفلية ولم يهتد طاقم السفينة إلى المصدر المنبعث منه ذلك الحريق وقد بذل الطاقم أقصى جهوده للسيطرة على الحريق إلا أنه ظل متنقلا بين جنبات السفينة، حينها اضطر القبطان وطاقمه إلى الإبحار بطريقة سريعة للرسو في أقرب بقعة آمنة وكان المكان الأقرب لهم حينها هو العبور إلى شاطئ سواحل ولاية مرباط حيث تبعد 140 ميلا، وحين توجه نحو سواحل مرباط كان الدخان يتصاعد بكميات كثيفة مع محاولات الطاقم في السيطرة عليه وحين اقتراب السفينة من اليابسة تم إنزال قوارب النجاة لنقل الركاب إلى الشاطئ في حين استطاع القبطان أن يوجه مقدمة السفينة إلى بقعة رملية على بعد 3 أميال على الشرق من رأس مرباط حيث جنحت السفينة وهَبَّ أهالي ولاية مرباط بإنزال قواربهم التي كانت ترسو على الشاطئ للمساعدة ونجدة الركاب ونقلهم للساحل وهبط معظم الركاب بأمان قبل أن تشتعل النيران في معظم أجزاء السفينة التي ظلت تحترق طوال تلك الليلة وقد غرقت على بعد 300 ياردة من الشاطئ.

 

ومن الجوانب الإنسانية والأخلاقية التي ذكرها قبطان السفينة في مذكراته عن موقف والي مرباط حيث جهز سفينة مملوءة بغلّة محلية فنقلت القبطان وبعضا من رجاله إلى مسقط وقام الأخير بالتواصل مع القنصل البريطاني هناك وبدوره تواصل القنصل مع السلطان فيصل بن تركي بن سعيد حيث أمر السلطان فيصل بتوفير باخرة كانت قد وصلت إلى ميناء مسقط وأمر بإبحارها على سرعة الى مرباط لنقل الركاب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى