تعرف على البيوت القديمة رمز للموروث “العماني” بسلطنة
البيوت القديمة العمانية
منذ القدم كان “الإنسان العماني” يعمل بمختلف الأنشطة و المهن و ذلك بحسب البيئة التي يعيش فيها ، فقد استفاد الإنسان العماني من بيئته بشكل أشمل و أكبر، فقد استخدم المواد و الموارد المتاحة في البيئة التي يعيش فيها لبناء مسكن له ولعائلته. كما تنوعت البيوت العمانية القديمة بأشكالها، وطرق بناءها، والمواد المستخدمة فيها بحسب المناخ السائد في تلك المنطقة . حيث بنيت البيوت الطينية في المناطق الداخلية بمواد مختلفة كالطين واللباد كمادة بناء أساسية ،و يعود شكل نمط البيت الطيني إلى تأثر هذه المناطق بثقافة شرق إفريقيا حيث تشابهت أنماط البيت الطيني مع نمط البيوت الموجودة في شرق أفريقيا. أما بالنسبة للمناطق الجبلية فقد استخدمت الحجارة لبناء البيوت، مثل البيوت الموجودة في وادي بني حبيب في الجبل الأخضر، وفي المناطق الصحرواية فقد استخدم الإنسان العماني البيوت السعفية أو التي تسمى ” العريش ” والتي صنعت من سعف النخيل، بالإضافة إلى بيوت الشعر ” الخيمة ” و التي صنعت من شعر الماعز .
نرى هنا تنوع المواد المستخدمة في بناء البيوت العمانية القديمة ،و يرجع ذلك إلى التنوع البيئي و المناخي في السلطنة ،بالإضافة إلى تنوع المهن والأنشطة في مختلف ولايات السلطنة.
أقسام البيوت
احتوت هذه البيوت على عدة أقسام مثل غرف النوم، أماكن للتخزين ،أماكن للضيوف ، والحظائر ، وأماكن للغسيل، و يتم أيضا الإنتفاع من هذه البيوت بحسب النشاط الذي يقوم به الفرد، فالمزارع يبنى بيوت مخصصة لموسم القيظ أو الحصاد ويوجد في البيت عدة غرف لطبخ التمور وغرف لتجفيفها، أما في المناطق الجبلية فقد تستخدم بعض البيوت لتقطير ماء الورد المنتشر ومثال على ذلك في الجبل الأخضر. كما ان للأعراف والتقاليد العمانية تأثير في بناء البيوت العمانية القديمة، فقد بنيت بحيث تجعل كل بيت له خصوصية لحرمات أهل البيت وذلك يتضح في عدم وضع الأبواب مقابل أبواب الجيران ، و رفع الجدران الفاصلة بين البيوت ، وبناء المشابك الجصية أو الخشبية .
الحياة في عمان كان لها نقلة نوعية كبيرة والتي اشتملت أيضا على طريقة بناء البيوت، فأصبح بناء البيت في وقتنا الحاضر يشتمل على مواد أكثر وعناصر أقوى، وأدت تلك النقلة النوعية إلى هجرة الفرد العماني من بيته الطيني أو السعفي أو الحجري إلى البيت المتعارف عليه في وقتنا الحالي، كما أصبحت الآن البيوت القديمة رمزا للموروث العماني، فقد تم ترميم بعض هذه البيوت و تم تحويل بعضها إلى نزل سياحية، ومزارات مما أدى ذلك إلى المحافظة على البيوت القديمة، بالإضافة إلى كونها كوجهة سياحية في السلطنة .