اخبار عمان

“عُمان للإبحار” تُعلن عن تفاصيل النسخة 11

‏عُمان للإبحار تُعلن عن تفاصيل النسخة 11 من سباق الطواف العربي

عُمان للإبحار” تُعلن عن تفاصيل النسخة الـ/11/ من “سباق الطواف العربي” “للإبحار الشراعي” 2021، التي ستُقام في الفترة من 24 نوفمبر إلى 5 ديسمبر القادمين بمشاركة مرتقبة لفرق شهيرة من مختلف دول العالم وأمهر البحّارة من السلطنة.

عُمان للإبحار تُعلن عن تفاصيل النسخة 11 من سباق الطواف العربي


معلومات عن عُمان والبحر

تتمتعُ سلطنةُ عُمان بموقعٍ جُغرافيٍ مُتميز؛ حيث تُطلّ على خليج عُمان شمالاً، وبحر العرب جنوباً؛ وللسلطنة سواحل البحرية الطويلة؛ حيث يبلغ طولها حوالي ألفٍ وسبعمئة كيلو متر، ومُنذ قديم الزمان؛ تميّز باعتيادهم على الحياة البحرية، واستغلال ثرواتهم لصالح تطوير حياة الإنسان العُماني، وكان لهم بذلك نشاط بحري كبير، دفعهم إلى صناعة السفن، وهذا ما سوف نتحدث عنها في هذا المقال.

إنّ صناعة السفن في عُمان ليست صناعةً حديثة؛ بل إنّها تعود إلى آلاف السنين؛ حيث كانت تتميّز مراكب عُمان، باستخدام الألياف عوضاً عن المسامير، لربط أجزاء المركب ببعضها البعض، وكان شراع المركب، يمتدُ من مقدمته إلى نهايته، على عكس الشراع العريض المُربع، كما كان طرفي المركب، يتشابهان في الشكل.

لم يكتف العمانيون بالتمتع بخيرات البحر، المحيط بهم من نواحٍ عدّة، وصناعة المراكب الصغير، بل خاضوا الرحلات البحرية البعيدة؛ التي بنوا من أجلها السفن الضخمة؛ وكانت هذه السفن تحتاجُ أصنافاً مُعيّنةً من الخشب الصُلب المتين، كخشب الساج، والفيني، والفنس؛ التي لم تكن تتوفّر في عُمان؛ لكن بحكم علاقة تُجار وبحّارة عُمان الجيّدة مع أهل الهند، تمكّنوا من الحصول على الأنواع المختلفة من الخشب اللازم لصناعة سُفنِهم الكبيرة، ونظراً لصعوبة الذهاب للهند لجلب الأخشاب، ثم البِدء بصناعة السُفن؛ كان بعضُ التجارِ يختارون الذهاب إلى حيث يكون الخشب متوفراً في الهند، ويصنعون السفن هناك، ثم يعودون إلى سواحلهم البحرية، ويبدؤون رحلاتهم البحرية في عُرض البحر.

استمرّت صناعة السفن في سلطنة عُمان إلى وقتنا الحالي؛ وأصبحت هذه الصناعة معروفةً على مستوى الوطن العربي، لا سيما في منطقة الخليج العربي؛ وتُعدّ مناطق صور، ومطرح، وصحار، والباطنة، وظفار، ومسندم، أهمّ الأحواض المُخصّصة لبناء السفن في السلطنة.

منطقة صور شرق عُمان هي أشهر أحواض بناء السفن العُمانية، وهي تبعد عن العاصمة مسقط نحو ثلاثمئة وخمسين كيلو متراً وفيها العديد من المصانع الشهيرة لبناء السُفن، وقد ورث أبناؤها حُبّ هذه المهنة عن أجدادهم وآبائهم.

حول طريقة الصناعة فإنّ الباني للسفينة؛ لا ينفّذُ أسلوباً هندسياً جاهزاً، بل يتتبع حدسه الفني في ذلك، ومستخدماً مهاراته في التصنيع؛ وبذلك يتميّز أهل عُمان بحرفيةٍ عالية في بناء السفن، لا تشمل التصنيع فحسب؛ وإنّما إعداد التصميم الفوري للسفينة، في الوقت نفسه الذي تُبنى فيه؛ فالرسم والبناء يتمّان في وقتٍ واحد.

إنّ صانعي السُفن الصوريّة (نسبةً إلى صور) يُزيّنون مراكبهم بالأشكال المحفورة؛ من الأهِلِة والورود، إلى جانب كتابة الأقوال المأثورة والحِكم، وكانت صناعة السفن الكبيرة تحتاج عاماً بطوله، فيما تتطلّب مراكب الصيّد الصغيرة؛ نحو ثلاثةِ أشهرٍ فقط، وكان السُكان يُطلقون على تلك المراكب؛ العديد من الأسماء المُشتقة من اللهجة العُمانيّة؛ مثل القِنجة، والسنبوق، وأبو بوز، والهوري، وغيرها الكثير من الأسماء.

تتميز السلطنة بثراء تاريخي بحري، ينسج على عباءة التاريخ بأحرف من ذهب أمجاداً بحرية، سطرتها الأشرعة، والسواعد السمر، التي رفعت مجد عمان، مع إرتفاع شراع كل سفينة. وعبر آلاف السنين، قامت في أنحاء السلطنة، صناعات بحرية متقدمة، في ذلك الزمن، حيث يعود تاريخ الملاحة البحرية في عمان، الى أقدم عصور التاريخ، منذ المحاولات الأوغ التي قام بها الإنسان لشق مياه البحار، بإستخدام الصاري والشراع.

ولما كانت عمان، تقع على ملتقى طرق بحرية هامة، تربطها بالخليج والهند، والبحر الأحمر وأفريقيا الشرقية، ومنذ ذلك الحين والعمانيون يلعبون دوراً هاماً في تاريخ الملاحة البحرية في المنطقة، سواء على صعيد الملاحة التجارية، أوعلى صعيد بناء السفن وتصميمها وتعتبر ولاية صور أهم ولاية في المنطقة الشرقية بسلطنة عمان، وهي عاصمتها الإقليمية ، و تقع 150كم جنوب شرق العاصمة مسقط .

اشتهرت صور قديماً ولا تزال بصناعة السفن البحرية والصيد والنقل البحري، ولها تاريخ بحري طويل.يطل عليها البحر من جهة الشرق وهي تقع في أقصى الشرق من عمان.مميز وتعدد مناطقها واجمل منطقة بها منطقة العيجه التي تعتبر منارتها من أقدم المنارات البحريه في السلطنه لإرشاد السفن للرسو .

وايضا اشتهرت مدينة صور في عرض المحيطات وعلى طول شواطئ الخليج وجنوب أفريقيا وشبه القارة الهندية وآسيا وحملت سفن (الغنجة والبغلة) الصورية اسم عمان في عرض البحار والمحيطات وبقيت صور على مدى آلالف السنين تعيش على مهاراتها في الابحار وجرأتها وأحواض بناء السفن فيها وأساطيلها الشراعية التي سيطرت على التجارة في مياه الخليج وما ورائها

وبفضل صناعة السفن المتقدمة، في ذلك الزمن، أصبحت عمان أول دولة غير أوروبية يصل نفوذها الى أفريقيا، ويستمر هناك مئات السنين. كما كانت، في فترات أخرى، قوة بحرية سياسية مؤثرة إمتدت علاقاتها وصلاتها الى الصين، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وشكلت البحرية العمانية، عبر تاريخ عمان المديد، اليد الطولي والقوية لها، وكانت أداة إقتصادية هامة، أسهمت في إزدهار عمان الاقتصادي، سواء عن طريق التبادل التجاري، الداخلي والخارجي والنقل، أو صيد الأسماك، ومحار اللؤلؤ. وما السفينة الحربية سلطانة، التي أرسلت الى ميناء نيويورك في الولايات المتحدة، تحمل هدايا السيد سعيد بن سلطان للرئيس الأمريكي، إلا شاهداً جلياً على عظمة الأسطول العماني في ذلك الوقت.

وتستخدم في عمان طريقتان لصناعة السفن، حيث تعتمد الطريقة الأولى على وضع الألواح جنباً الى جنب، حيث تثقب على مسافات بمثقاب يدوي دقيق، ثم تستخدم هذه الثقوب لشد الألواح بواسطة الحبال المصنوعة من ألياف (جوز الهند)، ثم يجري تغليف هذه الثقوب بإستخدام مزيج من الليف، أو القطن الخام المشرب بزيت السمك – أو زيت جوز الهند أيضاً – أو زيت السمسم. وقد أكد الجغرافيون العرب، مثل الإدريسي وابن جبير، اللذان يعتقدان أن المراكب المخرزة بالليف، ذات القيعان المفرطحة، أكثر مرونة وأمناً إذا أصابت قاعاً قريباً، فإصدمت بالصخور، أو جلست عليها، مما لو كانت مثبتة بمسامير حديدية . وتعتمد الطريقة الثانية ( طريقة المسامير)، وهي طريقة تقليدية متشابهة – في جوهرها – مع مناطق الخليج العربي، وكذلك مناطق البحر الأحمر.

ومن أهم الأخشاب المستخدمة في صناعة السفن: (الساج – البنطيق) والتي تستورد من الهند، بالإضافة الى أخشاب أشجار (القرط والسدر والسمر) الموجودة في السلطنة، والتي يصنع منها ضلوع السفينة. أما الأدوات المستخدمة في بناء السفن، فجميعها بدائية وبسيطة، كالمطرقة والمنشار، ومثقاب الخيط والقوس والأزميل، والسحج وحديدة القلفطة.

وتتميز السفن العمانية بتعدد أنواعها وأشكالها، بعض منها لم يعد مستخدماً الآن، والبعض الآخر لا يزال مستخدماً. وتتميز السفن العمانية الصنع عموماً بالمتانة والقوة، وتتراوح أعمار بعضها ما بين 60-100 سنة. وكانت موانئ (صور ومطرح ومسقط وشناص) من أهم أحواض بناء السفن، ومن أشهر السفن العمانية ( البغلة، الغنجة، البوم، السنبوق، والجلبوت، وابو بوز، والبتيل، والهوري، و البدن، والشا شة، والماشوة).

وللسفن أنواعها وأحجامها، فالسفينة (البغلة)، وهي الأكبر ، يبلى طولها 135 قدماً، وتتراوح حمولتها ما بين مائة وخمسين وأربعمائة طن. ومركب (الغنجة) تبلى حمولتها بين مائة وخمسين وثلاثمائة وخمسين طناً، ويستغرق بناؤها بين 9و10 أشهر، ومركب ( السنبوق )، ويمتاز بعدم إستخدامه للمسامير، وهو أهم المراكب العمانية، لعراقته في القدم و يوجد في ظفار، ويشارك في بناء السفينة كل من(الأستاذ)، الذي يتوغ قيادة العمل والإشراف عليه، و(الجلاف) الذي ينفذ تعليمات الأستاذ حرفياً، والأستاذ بدوره يستمع بإحترام الى ملاحظات الجلاف.

وتحرص الحكومة على تشجيع بناء مجسمات صغيرة للسفن العمانية يتم الإستفادة منها في أعمال الديكور والمشاركة في المعارض داخل وخارج السلطنة. كما أن النشاط السياحي البحري المتنامي في البلاد قد زاد من حجم الطلب على بعض الأنواع من السفن، بالإضافة الى الإقبال على ترميم السفن القديمة، والإستخدام المتنامي للسفن الكبيرة في صيد الأسماك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى